الثلاثاء، 12 أبريل 2011

اللغه كشيء متغير

اللغة كشيء متغير
هناك الكثير من اللغات التي يتوقع لها أن تختفي بعد مئات السنين لعدم مرونتها وتمددها بإدخال كلمات جديده على قاموسها ولكن اللغة الانكليزية ليست واحده من هذه اللغات.الدول الغربية من المعروف إنها تستقبل أشخاص وجماعات من كل أنحاء العالم وهؤلاء الأشخاص والجماعات يتعلمون لغة البلد الذي هم فيه ليتمكنوا من التعايش والاختلاط مع الآخرين في الوطن الجديد وهم بذلك ينقلون ثقافاتهم وعاداتهم وحتى طعامهم فالعادات والثقافة ليس مجرد إكسسوارات نتخلص منها او نغيرها متى شئنا ومتى ماغيرنا اماكننا- الا القليل- أنها محفوره بوجداننا قبل ان تكون معلقه على جلودنا وسحناتنا السمراء. اللغه الانكليزيه في العقود الأخيرة اكتسبت كما لا بأس به من الكلمات نتيجة هذا الاندماج والتنوع الثقافي لديها وهذا يحسب لها لا عليها. من هذه الكلمات: كلمة حجاب, ملا, اية الله, سماور او سمافر كما ينطقها البعض (إناء او ابريق مخصص للشاي في بعض البلدان كالعراق وإيران), فلافل. كلمة فلافل لم تترجم اللى اللغه الانكليزيه بل ظلت كما هي ويستخدمها الجميع في انحاء العالم للدلاله على ذاك العجين المكون من البقوليات والمقلي بالزيت. ليس هجرة الجماعات وحده المصدر لإدخال كلمات جديده على اللغه فهناك ايضاً كلمات في اللغه الانكليزيه تحولت مع الزمن من اسماء الى افعال من هذه الاسماء غووغل. غووغل هو أسم لمحرك بحث الكتروني مشهور, تحول غووغل الى فعل مؤخراً ليطلق على صفة البحث عن شيء معين واعتقد ان الاغلبيه تستخدمه للدلاله على البحث الالكتروني اكثر منه على البحث الملموس. كأن يقول الشخص عندما يُسأل عن شيء معين ولا يعرف أين يجده (I will Google it) وهو لا يقصد بشكل خاص موقع غووغل الالكتروني فقط فأي محرك بحث ممكن ان يستخدم في هذه الحاله. اللغه في النهايه موجود حي يكبر ويتغير ويتأثر بالبيئه المحيطه بشكل ايجابي في بعض الأماكن من العالم وبشكل سلبي في أخرى. بالتأكيد يكون هذا التطور في اللغه ايجابي كلما كان المجتمع منفتح ومتحضر. مجتمعاتنا العربيه ايضاً لم تكن بعيده عن هذا التطور في اللغه فالكثير من الكلمات الاجنبيه ادخلت عليه واصبحت تستخدم بشكل يومي للدلاله على شيء معين كالكمبيوتر مثلاُ فلا احد او من النادر جدا ان تجد احد يستخدم كلمة حاسوب مثلاً. مثال اخر هو الساندوتش فلن تجد احد يقول شاطر ومشطور وبينهما كامخ. يعرف الجميع الكمبيوتر والساندوتش بالطبع, الا اذا كنت لم تخرج من بيتك منذ عصور ولا تعرف ماذا يدور حولك. مجمع اللغه العربيه وبعض الجهات التي لازالت متعلقه باستار العروبه والقوميه الواحده وتحاول تعريب بعض الكلمات ولكن لا اعتقد هناك جدوى من ذلك. هناك ايضاً كلمات تحولت من الاسم الى الفعل مثل كلمة يهودي ولا اعتقد ان هناك عربي واحد لم يطلق هذه الكلمه على أي شخص او مجموعه في حياته مرة واحده على الاقل. انا متأكده ان الاغلبيه تستخدمها للدلاله على صفات مثل: الجشع والأنانية ومحاولة السيطرة على الآخرين والنذالة. وليس بالضروره للدلاله على الديانه نفسها لان العرب وبالخصوص المسلمين يؤمنون بالديانه اليهوديه ونبيها كإيمانهم بكل الانبياء والديانات السماويه. لا أنكر أن ربط هذه الصفات بكلمة اليهودي لها أبعاد تاريخيه منها الاحتلال الإسرائيلي للاراضي العربيه.حتى في المجتمعات الغربيه كانت هذه موجوده ولعل البعض يتذكر رواية شكسبير (تاجر البندقيه) التي كانت تدور حول مرابي يهودي بلغ به الجشع بأن لم يتخلى عن رطل لحم مقطوع من جسد رجل مديون له وان دُفع له أضعاف ما كان يستحق بعد انقضاء مدة الدين, ولكن هذه المجتمعات تخلصت من هذه العقد والعنصريه منذ أزمان بعيده لتعارضها مع مبادئ حقوق الإنسان. تخيل ان هناك رجلاً غاضب من فعل جماعه معينه او كارها لهم ويمشي في الشارع مطلقاَ ألفاظ مثل مسلم إرهابي او يهودي منافق, بالتأكيد سيقول الجميع بأن هذا الرجل مجنون او عنصري. إن المجتمعات المتحضرة تجاوزت مرحلة التعميم ومرحلة التنابز بالألقاب والصفات لتعارضها لمبدأ حياتنا كبشر أحرار يحترم احدنا الأخر. اللغه بالنهايه ماهي الا انعكاس للبيئه التي نعيش فيها ونولد فيها واي بيئه يعيشها العرب في كل انحاء الدول العربيه؟! بيئه خاليه من احترام الاخر وخاليه من حقوق الإنسان والحريات ومليئة بالعنصرية بكل أنواعها. العرب يجب أن يعوا بأننا نعيش زمن مختلف لا مكان فيه لمثل هذه الكلمات التي تطلق هنا وهناك حتى وان كان بدون وعي أو قصد. العالم أصبح قريه صغيره والكل يراقب من شبابيك الكترونية صغيره.