الأحد، 23 أغسطس 2009

رمضان كريم

بدايتاً اهنيء جميع المسلمين في كل انحاء العالم بحلول شهر رمضان المبارك راجيتاً من الله ان يجعله نقطة توقف لجميع المسلمين والعرب بشكل خاص لينظروا الى ماوصل اليه حالهم....

لن اتطرق هنا لفضائل الصوم وغيرها من الكلام المكرور في كل سنه لان هذا المكان ليس مناسب لطرح مثل هذه الامور التي من الممكن ومن السهل جداً ان نجدها في اي مصدر سواء بكبسة زر او من اي كتاب... ولن اتناول ماوصل اليه المسلمين من وضع مزري يكاد يكون شيئاً مشوهاً كريها لايسر الناظرين..

تخيل لو انك ترتدي زي معين يعجبك جداً وفاجأك شخص يصرخ في وجهك هيييي ايها المتخلف ايها الاحمق ماذا ترتدي ايها المهرج لقد اثرت اشمئزازي بهذا المنظر؟!! ماذا تتخيل سيكون حالك ربما تتجاهل مايدور حولك ببساطه ربما تحاول ان تفهم لم لم يعجب الاخرين او ترد الجواب للاخر بنفس الاسلوب وبنفس المستوى الرخيص. لكن لو اتى اليك نفس الشخص وقال لك ان ماترتديه اليوم جميل لكن لايناسب المكان ربما لو اضفت اليه كذا او كذا سيكون اجمل مارأيك ان تجرب تغييره على سبيل التجربه فقط؟ اعتقد بأن الشخص سيتقبل فكرتك او قد يرفضها ولكن بأسلوب حسن ليس فيه اهانه او تجريح. كنت دائما ما اتجادل حول اي موضوع مع احد اقرابائي وفي النهايه نتفق بان الطرفان ليسا على خطأ حتى لو كانوا مختلفين ولكن ربما الطريقه التي اختاراها لابداء ارائهم او لتبرير اي تصرف هي الخطأ بعينه. مايثيرني حقاً هو كتابات بعض الاشخاص على سبيل المثال الملحدين او اللادينيين من سخريتهم وتنكيتهم على مايحدث في هذا الشهر انا لا الومهم ربما انا اكثر منهم اكره مايحدث حتى النخاع بل اخجل منه احياناً كوني مسلمه.

ان مايحدث يثير الخجل....نعم

والسخريه....نعم

والضحك....نعم

كل شخص مهما كانت انتماءاته الفكريه او العقائديه له الحق في ابداء مايقول بدون تجريح للطرف الاخر ... لقد شاهدت الاسبوع الماضي فيديو لريتشارد دوكنز اسمه وهم الاله(أصل الشرور) حيث ان العالم ريتشارد يعتقد بان الاديان جميعها هي مصدر للشرور وتخلف البشريه -بغض النضر عن رايي الشخصي حيث انه لا يهم هنا- ومع ان مايطرحه العالم غير مقبول من قبل المتدينيين لكن انا استمتعت بكل مافي الفلم من كلمه كان الرجل يطرح تساؤلات على كل طرف ويحاول ان يوصل فكره معينه بدون سب او اهانه مباشره للمتدينيين بشكل عام سواء مسلمين مسيحيين او يهود. انا مع ان ينتقد اي شخص مايريد ولكن بدون الاسلوب المملوء بالغضب او السخريه او حتى الاشمئزاز فكما يقال كل شخص ليديه مايقوله ويجب علينا ان نسمع وان نقبل او نرفض .. لا شيء يضر لو اطلعنا على وجهات نظر مختلفه.

يعجبني في الكنديين -بما اني اعيش في كندا- ان الأغلبيه تبدي رغبه في السؤال والتعلم عن ماهو مختلف وغريب من غير ابداء الاشمئزاز او النفور من الطرف الاخر المختلف فهم يعرفون ان لا احد يملك اجبارهم على التصديق بشيء لايرغبون به مع ذلك ليس مايمنع من الاستماع لللآخر... ربما البعض تعرضوا لتجارب قاسيه وظروف مريره جعلتهم يكرهون كل ماله صله بالدين وربما لا فقط هم ارادوا ان يختاروا طريقاً اخر وهذا حقهم طبعاً ....

ما اريد ان اقوله هنا ان الحياه بدون وجهات نظر مختلفه ومتنوعه لاتساوي عندي شيء فهي حياه جامده بلا هدف وبلا طعم لو كنا لانختلف مع بعضنا ونتحاور ونتبادل الاراء لماذا نعيش اذاً لنصلي ونأكل وننام الله لايريد ذلك.

ودمتم بخير ... تقبل الله صيامكم