الأحد، 24 أكتوبر 2010

امرأه بلا جذور

انتقلت للدراسه في كندا منذ سنتين تقريباً عن طريق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث للخارج. كنت سعيده حينها, لا لم اكن سعيده كنت اطير من الفرح استجاب الاله لصلواتي أخيراً لاخرج من هذا الكهف المظلم. سافرت مع والدي بأمر من العادات والتقاليد وقانون الابتعاث الذي يفرض على المرأه ان يرافقها محرم خلال تواجدها خارج الحدود. لا اجد كلمة استخدمها لاصف فرحي ولكن متأكده ان شعوري كان يشبه شعور سجين سجن لمدة طويله وحصل مؤخراً على حريته وعلى بصيص امل وهواء يعيد لخلايا جسده الحياه. كانت فرصه لاتعوض فمن المستحيل ان اذهب للدراسه على حسابي انا التي لم اركب طائرة يوما لعدم قدرة عائلتي لتوفير تكاليف السفر بالطائره. كنت امسك خريطة كندا بيدي لأبحث عن تلك المدينه الصغيره التي سأطير اليها بعد عدة ايام " وينيبيغ", اين هي؟ كيف تكون؟ هل سيتقبل الناس اختلافي؟ ماذا عن حجابي هل سأتكيف كوني في بلد مختلف كلياً عن المملكه العربيه السعوديه التي تنتهج منهجاً متشدداً في كل شيء. جاء يوم السفر والكل متحفز وحزين الاَي ولم ار اي سبب مقنع لحزنهم بالنسبة لي على الأقل. سأكون بخير بل بأفضل حال " أخبرتهم". وحدهم من يمتلكون جذور طويله يشعرون بالحزن حين يفارقون اوطانهم واحبائهم اما انا كنت دائماً على اهبة الاستعداد لترك ذاك المكان لأجدني؟! كنت امرأه بلا جذور ,كنت ابحث عن نفسي منذ زمن. فحين اضيء صندوق عقلي لأبحث عن الشخوص والذكريات النائمه هناك لا اجد كماً كبيراً من الاصدقاء المقربين, حتى علاقتي بعائلتي كانت علاقة تعوَد او هكذا احسها فحين يتعود الانسان على شيء يشعر بأن شيئ ما ينقصه ويشعر بالاشتياق اليه حين يبتعد ولكنه ليس شعور مؤلم كالشعور بعدم الانتماء. كل شيء بدا كئيباً كعادة هذا البلد منذ زمن ولم استغرب حين وصلنا الى المطار, هذه الوجوه ليست غريبة علي كثيراً ,هي هي تملك نفس الدم البارد الثقيل وكأنها مصنوعه خصيصاً لتشغل تلك الاماكن بالذات, المطارات والوزارات والجامعات وجميع المرافق الحكوميه. لم اشعر بشيء حين حلقت الطائره بعيداً بين الغيوم كانت الارض الترابية القاحله تبتعد شيئاً فشيئاً ويزداد فرحي بمقدار ما ابتعد.
"نلتقي"
ملحوظه: ما اكتبه هنا مجرد حكايه قد تتقاطع محاورها مع الواقع ولكن ليس بالضروره ان تكون حقيقه مطلقه او سيره شخصيه.