السبت، 28 أغسطس 2010

حينما تعم الفوضى باسم الدين والحفاظ على المرأه.. احداث هايبر بنده مثالاً

ليس غريباً في بلد كالسعوديه ان يكون التيار المتشدد هو المتحكم والمسيطر على شتى مناحي الحياه ولقد بات التشدد هو صفة الشعب السعودي حتى لو كان البعض لاينضم تحت لواء هذا الحكم الجائر. ما حدث في اسواق هايبر بندا في جده مؤخره ليس بالشيء الغريب على الإطلاق. كان توظيف نساء للعمل ككاشير بادره جيده لدمج المرأه للعمل في الأماكن العامه التي هي حكر على الرجال سواء سعوديين أو اجانب ولكن هذه الفرحه لم تكتمل وشوهت بتشويش من رجل دين متزمت يدعي خوفه على المرأه التي يجب ان تكون مصانه ببيتها. الشيخ يوسف الأحمد طالب بمقاطعة اسواق بنده اعتراضاً على القرار الخطير الذي سيجر البلد الى الدمار وكأن البلد آمناً مستقراً يخلو من الفساد والمشاكل واتت المرأه شريكة الشيطان لتدمره بعملها في مكان يظمن لها لقمة كريمه تقيها شر السؤال والحرمان. ولكن هذه الحمله للأسف آتت أكلها وظلمت المرأه ونسفت اي فرصه جديده لنمو التيار المعتدل الذي يحتاجه البلد مع تنامي موجات التشدد في كل مكان بالعالم الإسلامي وكالعاده السلطات العليا تتخذ موقف "عمك اصمخ" وتتساهل مع هؤلاء لانتهاك القانون والحقوق المدنيه باسم الدين. أحيانا اتساءل هل فعلاً هم يتقصدون مايقولون وماينشرون من اراء تحط من كرامة المرأه وقدرها وعقلها لأغراض في نفسهم وهي السيطره على المرأه والتقليل من تأثير انتشار التيار المعتدل بالبلد؟! ام هذه المحاولات لايقاف سير عجلة التطور والتنميه ماهي إلا اعمال غير مقصوده لأشخاص ضيقي الافق فعلاً ولايرون بأعينهم مايعاني منه البلد من تخلف وفساد اقتصادي واجتماعي بسبب نظرتهم الضيقه والرجعيه لكل الأمور.. اتخيلهم يكرهون المرأه لدرجة حبسها في قاروره زجاجيه تضمن لهم الاستمتاع بالنظر اليها فقط عندما يريدون هم ذلك و بحجة حمايتها وصونها يحرمونها من حريتها. المرأه موجوده في كل مكان ولايستطيعون اخفاءها وتلك حقيقه لاريب فيها حتى لو منعت طوال هذه السنين من التواجد بشكل فعلي في الحياة العامه.. ردود الأفعال هذه تتكرر كل يوم عندما سمح للبنات بالذهاب للمدرسه وعندما سمح للمرأه بإكمال تعليمها والذهاب الى الجامعه والسفر للخارج لإكمال تعليمها في اكبر الجامعات كل ذلك حصل ومايعارضونه اليوم قد يتاح غداً للمرأه مهما ازعجنا هؤلاء بأصواتهم العاليه المهم ان لانقف مكتوفي الايدي نمتص قطرات الرحمه التي يمطرنا بها احدهم العمل في الاماكن العامه هو عمل شريف لاتشوبه شائبه من شوائب هؤلاء المرضى فكل مايخيفهم هو المرأه التي لايرون منها الا جسد يثير شهواتهم المريضه.
لم يهتم احد برأي هؤلاء النسوه اللاتي قبلن بهذه الوظيفه ولم يسألن كذلك عن رأيهن بما صرح به المتشددين من ان هذه الوظيفه هي مصدر اهانه لهن؟! ففي كلا الحالتين رأي المرأه ليس مهماً بنظر الشيخ يوسف الأحمد و أمثاله لان النساء موجودات في هذا البلد لغرض واحد فقط ولايجب ان يتمردن على هذا الوضع.. فهل وزير العمل الجديد(عادل فقيه) سيبدأ بالعمل و يثبت لنا كسعوديين بأننا سواء رجال ونساء لنا حقٌ متساوٍ في العمل!! سيثبت الزمن ماتخبأه الأيام.